الغموض يكتنف العلاقات المصرية الإسرائيلية والرفض الشعبي لتطبيع مع إسرائيل أبرز العقبات التي تحول دون تطور العلاقات.
ساد الغموض العلاقات المصرية الإسرائيلية فعلى الرغم من التحشدات العسكرية للجانبين على جانبي الحدود خاصة بعد إحتلال إسرائيل لمحور فلاديفيا و وصول قواتها إلى السياج الحدودي بين مصر و قطاع غزة إلا أن الغموض يكتنف مستقبل تلك العلاقات بعد أن نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر سياسية بأن مصر أنشأت على حدود في سيناء مدينة لإستقبال الفلسطينيين في حالة إجبارهم طوعيا أو قصريا على النزوح من غزة وعلى الرغم من نفي مصدر بالهيئة العامة للإستعلامات في تصريحات للزمان صحة تلك الأنباء مؤكدا موقف مصر الثابت إلا أن ممارسات النظام المصري على الارض تجيب بإستعداد مصر لهذا الإحتمال حيث تم تهجير بدو المناطق الحدودية في مساحة تقدير ب 5 كلم من الحدود بين السيناء و غزة و أوضح مصدر أمني للزمان طلب عدم ذكر إسمه أن مصر قد تضطر إلى إستقبال الفلسطينيين في حالة إجبارهم قصريا إلى عبور الحدود إلى سيناء لأنها لن تطلق النار عليهم تحت أي ظرف من الظروف.
فيما كشف اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية إلى وجود تعاون إستخباراتي بين مصر واسرائيل في مجال تبادل المعلومات حول وجود أي تهديدات أمنية لأي من الجانبين و على المستوى الداخلي على الرغم من تنظيم النظام مظاهرات حاشدة لاتباعه عند معبر رفح رفضا للتطبيع إلا أن ناشطين سياسيين إعتبروا أن تلك التظاهرات جاءت لدعم النظام أكثر من دعمها لقضية فلسطين حيث إعتقلت السلطات المصرية عدد من الناشطين السياسيين الذين نظموا وقفات إحتجاجية دعما لقضية فلسطين ويعد قطاع الطاقة أحد أهم القطاعات لتطبيع العلاقات بين البلدين حيث شهد هذا القطاع تعاونا متزايدا منذ تدشين مصر و إسرائيل و دول أخرى منتدى غاز المتوسط عام 2019 ووصف مصدر بوزارة البترول المصرية التعاون بين البلدين في هذا المجال بأنه تطورا مهما يخدم المصالح الإقتصادية لكلا البلدين حيث تقوم مصر بنقل الغاز المسال الذي يصلها عبر أنابيب الغاز من الحقول الإسرائيلية إلى أوروبا عبر محطات التسييل المصرية في إدكو و دمياط كما أن قطاع السياحة يعد أيضا واحدا من أهم القطاعات للتعاون بين البلدين حيث يقضي آلاف السياح الاسرائيليين إجازاتهم في منتجع طابا السياحي بأسعار رمزية و وصل عدد السياح الإسرائيليين الذين استقبلتهم في الشهرين الماضيين إلى 70 ألف سائح كما زادت نسبة التبادل التجاري بين البلدين بعد توقيع البلدين لإتفاقية الكويز حيث تصدر مصر منتجات إلى ولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية و مصنعة في مصر بمداخلات إسرائيلية وكان مجال الزراعة من أبرز العلاقات التي شهدت تعاونا بين البلدين منذ عهد الوزير السابق يوسف والي إلا أن هذا التعاون تقلص مع زيادة التوتر الامني بعد اندلاع الحرب في غزة .
وعلى الرغم من إستمرار التعاون المصري الإسرائيلي في عدة مجالات إلا أن أحداث حرب غزة أثرت بلا شك على هذا التعاون حيث أجبرت التحشدات العسكرية الإسرائيلية على حدود مصر مع غزة مصر إلى حشد قواتها في مواجهة القوات الإسرائيلية منتهكة بذلك إتفاقية كامب ديفيد تحسبا لأي محاولات إسرائيلية لإختراق الحدود كما رفضت مصر حتى الآن تسمية سفير إسرائيل جديد في مصر و لم ترسل حتى الآن سفير لها في إسرائيل.
وفي مواجهة التوترات الأمنية السياسية بين مصر و إسرائيل يبرز الرفض الشعبي و الديني للتطبيع مع إسرائيل كأبرز العقبات التي تحول دون تطور العلاقات وبرز هذا جليا في مهاجمة الازهر إتفاقات السلام الابراهيمي الذي تهدف القبول الإقليمي الديني الشعبي بإسرائيل فضلا عن رفض كافة النقابات المصرية التطبيع مع إسرائيل.
مصطفى عمارة