عقب العشاء السياسي بين عراقجي و ثلاثة وزراء خارجية سابقين في خان الخليلي
مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان لقاء عراقجي مع وزراء الخارجية السابقين رسالة موجهة لكل من امريكا و إسرائيل و محمد العرابي وزير الخارجية السابق للزمان اللقاء تم الترتيب له منذ مدة ولا توجد شروط مسبقة بتطور العلاقات بين البلدين
شهدت القاهرة حدثا فريدا في العلاقات المصرية الإيرانية عقب اللقاء السياسي الذي تم بين عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني و ثلاثة من وزراء الخارجية المصريين السابقين و هم عمرو موسى و محمد العرابي و نبيل اسماعيل فهمي، و تعليقا على هذا اللقاء أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن إختيار حي الحسين لهذا اللقاء جاء نظرا للإرتباط التاريخي لهذا الحي بالقيمة الروحية و الدينية لدى الإيرانيين و إعتبر المصدر أن هذا اللقاء هو رسالة موجهة إلى كل من الولايات المتحدة و إسرائيل بإستقلالية القرار المصري حيث تم هذا اللقاء في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة و إسرائيل حول ملفها النووي كما أن مشاركه المدير العام للطاقة الذرية في المباحثات التي جرت بين عراقجي والرئيس السيسي هو دعم للمسار السلمي الذي تقوده عدة دول من بينها سلطنة عمان لإيجاد حل سلمي لهذا الملف بعيدا عن الخيار العسكري الذي يهدد أمن المنطقة برمتها.
و عن أسرار هذا اللقاء في هذا التوقيت كشف محمد العرابي وزير الخارجية السابق في تصريحات خاصة للزمان أن هذا اللقاء تم الترتيبه له منذ مدة بإتفاق مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي و أن هذا اللقاء تجاوز الحساسيات السابقة في تعامل البلدين مع بعض الملفات مثل إطلاق إيران إسم قاتل السادات على أحد الشوارع بطهران و أن الوزير الإيراني أبدى تفهما للمطالب المصرية تجاه بعض الملفات مثل تأثير العملياتالتي يقوم بها الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر و قناة السويس و أضاف أن اللقاء هو بداية لإعادة تموضع السياسة الخارجية المصرية و التي تقوم على نظر كل بلد إلى مصالحها الخاصة و أمنها القومي في علاقتها مع الدول الأخرى و أكد العرابي أن التقارب المصري الإيراني لن يؤثر على علاقات مصر مع دول الخليج و على رأسها السعودية لأن تلك الدول خطت خطوات واسعة في علاقاتها مع إيران فيما أكد عمرو موسى وزير الخارجية السابق للزمان أنه سبق أن طالب بحوار مصري مع الدول الإقليمية الكبرى في المنطقة و على رأسها ايران و تركيا رغم وجود خلافات معهما لأن هذا الحوار ضروري لتحقيق الإستقرار في المنطقة.
في السياق ذاته علق محمد عز العرب رئيس وحدة الدراسات العربية و الإقليمية بمركز الأهرام الإستراتيجي أن اللقاء بين عراقجي والمسؤولين المصريين و على رأسهم الرئيس السيسي حمل أربعة رسائل هامة وهي :
١ـ التوجه الرسمي المصري في إيجاد حل سياسي لموضوع الملف النووي الإيراني.
٢ـ أنه رسالة إلى الولايات المتحدة و إسرائيل بإستقلالية القرار المصري في علاقاتهم مع الآخرين.
٣ـ رغبه القاهرة في حث إيران على إستخدام نفوذها في الحد من التأثير الحوثي على التجارة في البحر الأحمر نظرا للأضرار الإقتصادية التي يمكن أن تؤثر بحركة الملاحة في قناة السويس.
٤ـ رغبة إيران في أن تلعب مصر دورا في المباحثات الغير مباشرة التي تجري مع الولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني.
من ناحيه أخرى أدلى عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني بتصريحات لقناة القاهرة الإخبارية قبيل مغادرته القاهرة أكد فيها أن علاقات إيران مع مصر تشهد تطورا ملحوظا و أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مسألة وقت و سيتم في الوقت المناسب و الأهم من ذلك وجود إرادة حقيقية للبلدين في إقامة علاقات وثيقة في جميع المجالات و في تعليقه على لقائه مع المدير العام للطاقة النووية قال عراقجي أن لديه علاقات قوية و متينة مع المدير العام للطاقة النووية و أنه يتمنى أن تخضع مهمته خاصة بالجانب الفني و لا تتأثر بالضغوط السياسية.
مصطفى عمارة